عبد الرحمن المدير
عدد الرسائل : 102 العمر : 30 الموقع : منتدى الصقور الأربعة المزاج : ممتاز تاريخ التسجيل : 07/12/2007
بطاقة الشخصية المواضيع العامة: الأسئلة و الآراء: (0/0)
| موضوع: دلالة الفعل المضارع على الماضي في القرآ ن الكريم. الجمعة 12 ديسمبر 2008 - 14:42 | |
| نعلم أن الفعل المضارع يدل على حدث في الحاضر أو المستقبل, على سبيل المثال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الصف: 10-11
فالأفعال : أدلكم, تنجيكم, تؤمنون, تجاهدون, تعلمون – أفعال مضارعة.
لكن الفعل المضارع قد يأتي للدلالة على الماضي, وفي القرآن شواهد على ذلك في عدد من الموارد :
أولا : عند اقترانه بـ ( لو ) الشرطية :
كما في قوله تعالى :
{ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ } الزخرف : 60
ومن الدلائل الشعرية قول كثير عزة :
رهبان مدين والذين عهدتهم يبكون من حذر العقاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعـزة ركّــَعا وسجــــودا.
ثانيا : إذا جاء مقترنا بـ ( إذ ) , كما في قوله تعالى :
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة : 127
فالفعل ( يرفع ) فعل مضارع من ناحية اللفظ لا المعنى, حيث أن زمن البناء سابق نزول الآية.
{ وَاِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ اَو يَقتُلُوكَ اَو يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ} -الأنفال : 30
ثالثا : إذا جاء الفعل المضارع مسبوقا بـ ( ربما ), كما في قوله تعالى :
{ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسلِمِينَ} – الحجر : 2
رابعا : إذا جاء المضارع مسبوقا بـ ( لم ) أو ( لما ) كما في قوله تعالى :
{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى . وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } - الضحى : 6-7
{ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ } - المرسلات : 16
لم حرف نفي وجزم وقلب, تختص بالدخول على الفعل المضارع فتنفيه وتجزمه وتقلب دلالته من الحاضر إلى الماضي.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} – آل عمران – 142
{ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ} – عبس : 23
{ أَءَنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } – ص : 8
للحرف ( لَّما ) استعمالات عدة, من بينها أن تأتي حرف نفي بمنزلة ( لم ), حيث تختص بالدخول على الفعل المضارع فتنفيه وتجزمه وتقلبه إلى المضي, وبين هذين الحرفين فروق سأشير إليها لاحقا.
خامسا :
إذا وقع حالا وعامله فعل ماض كما في الآية الشريفة :
{ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُون } - يوسف : 16
سادسا : إذا جاء الفعل المضارع للتعبير عن حكاية حال في الماضي, كما في قوله تعالى :
{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. } - البقرة : 49
الشاهد هي الأفعال : ( يذبحون ) و ( يستحيون ) و ( يسومون ).
{ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } - البقرة : 91
الشاهد : الفعل ( تقتلون ).
| |
|